عن التكية
بلاغاي
تعال، تعال، كائناً من كنت
متسائل، متعبد، محب للمغادرة
لا يهم
نحن لسنا قافلة من اليأس.
تعال، حتى لو كسرت نذرك
ألف مرة
تعال، مرة أخرى، تعال، تعال
مولانا جلال الدين الرومي
مجمع مباني التكية
بنیت التكیة على أرض صخریة صـلبة في الجانب الأیمن من منبع نھر بونا. یعتبرھذا المنبع من أكبر المنابع في أوربا. تمتد فوق التكیة منحدر حجري ضـــــــــــخم بارتفاع ٢٤٠ مترا. ما زالت علي المنحدر جدران مدینة (ســــــــــــتیبان فوكچیچ كوساچا) من القرون الوسطى موجودة. ھدم مجمع التكیة مرات عدیدة في وجوده عبر القرون بسبب سقوط الصخور. و یساھم في ذلك الأشجار (میس جنوبي) التي تنمو في شقوق الصـــــــخور و التي تعلو علي المنبع و التكیة. من المعروف أنھ تم ترمیم التكیة بعد تلك المعاناة و ذلك في منتصـف القرن ١٧و في السـنوات التالیة:
١٧١٦، ١٨٧١، ١٩٢٣، ١٩٤٩، ١٩٥١، ١٩٧٢ و ٢٠١١
المھمة الأولـــویة للتكیة ھي أداء ذكر الله تعالى وأســـــمائھ في حین كانت مھمة النزل اســـــتقبال و استضــافة المســافرین و ھي من المھمات الیومیة العادیة.
ذاھﺒﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﻨﺒﻊ اﺣﺘﻮى ﻣﺠﻤﻊ ﻣﺒﺎﻧﻲ اﻟﺘﻜﯿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺎﻟﻲ: ﻛﺎن ﻓﻲ اﻷﻣﺎم ﻣﺒﻨـﻰ ﺑﺎرﺗﻔﺎع اﻟﺘﻜﯿﺔ اﻟﺤﺎﻟﯿﺔ، وراﺋﮭﺎ ﻣﺒﻨﻰ أﺧﺮ أﺻﻐﺮ ﻣﻨﮭﺎ، ﺛﻢ ﯾﺄﺗﻲ ﻣﺴـــــﺠﺪ (ﺟﺎﻣﻊ) ذا ﻗﺒﺔ، ﺛﻢ ﺗﺄﺗﻲ اﻟﻤﺒﺎﻧﻲ اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﺣﺎﻟﯿﺎ و ھﻲ: ﺗﺮﺑﺔ ﺳﺎري ﺳﺎﻟﺘﻮك و آﭼﻚ-ﺑﺎﺷﺎ، ﺛﻢ اﻟﺘﻜﯿﺔ ﻧﻔﺴــﮭﺎ. ﻛﻮﻧﺖ ھﺬه اﻟﻤﺒﺎﻧﻲ اﻟﺨﻤﺴـــــــﺔ ﻣﺠﻤﻌﺎ ﻣﻮﺣﺪا ﻣﻦ اﻟﻤﺒﺎﻧﻲ.
دﻓﻦ ﻣﻌﮭﺪ ﺣﻤﺎﯾﺔ اﻵﺛﺎر اﻟﺜﻘﺎﻓﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻮﺳﻨﺔ واﻟﮭﺮﺳـــــــﻚ ﻋﺎم ١٩٥٢ أثناء أﻋﻤﺎل إﻋﺎدة ﺑﻨﺎء اﻟﻤﺠﻤﻊ ﺑﻘﺎﯾﺎ اﻟﻤﺒﺎﻧﻲ اﻷﺧﺮى ﻓﻲ اﻷرض إﻻ اﻟﺘﻜﯿﺔ ﻧﻔﺴـــــــﮭﺎ. أﻋﯿﺪت ﺑﻨﺎء ﻣﺒﺎﻧﻲ اﻟﻤﺠﻤﻊ ، ﺑﻌﺪ ﺗﺤﻠﯿﻞ ﺧﺒﺮاء ﺗﺮﻣﯿﻢ اﻟﻤﺠﻤﻊ اﻟﻤﻌﻤﺎري ﻓﻲ ﻋﺎم ٢٠١٢.
نظام بناء التكایا في علم التصوف
یترجح لدى طرق الدراویش الرأي ببناء التكایا بما أن البیئة بأكملھا جزء من عمل أداء الشعائر الدینیة و بالتالي التكیة جزء منھا.
بالنسبة إلى التكیة في بلاغاي توجد روضات طبیعیة تحتوى على أنواع نباتیة و حیوانیة نادرة.
وفقا للمبادئ العددیة إن فضاء التكایا البوسنویة معین مبدئیا بالمبادئ السبعة ه ھي:
- المنزل
- السلم
- الماء (الماء الھادئ و الشلال)
- الصخرة
- منبع
- القبر
- الكھف
تلك المبادئ السبعة مرتبطة في صورة النظام الكوني.
في الحقیقة ھي مجرد احترام للحقائق التاریخیة، و الكتب المنزلة السابقة، و جمیع التوجیھات التقلیدیة غیر المخالفة للإسلام، و ھو إحدى وصایا رسول لله.
الاجزاء المعمارية للتكية في بلاغي
سكن الدراويش تكية بلاغاي باستمرار، و هو حسب المعلومات مثل فريد في البوسنة و الهرسك.خلافا للحياة الرهبانية في الاديرة المسيحية، لا يسكن الدراويش التكايا مبدئيا و انما يجتمعون فيها في وقات معنية للعبادة. كونت التكية في بلاغاي استثناء لانها في الازمنة القديمية كانت تابعة للطريقة البكتاشية التي تطورت الحياة الرهبانيت
بنيت في التكية الاجزاء المعمارية التالية:
- التربة
- غرفة الميدان (غرفة الدروس)
- المطبخ
- رباط
- حمام
- غرفة للخلوة
- غرفة للذكر
- مسجد
- ميضئة مع مرحاض
- غرفة للتبريد بجانب الماء.
الترمیم الأخیر لمجمع مباني التكیة في بلاغي
عندما إنتھي ترمیم الجسر القدیم في مدینة موستار كان من المعقول والمتوقع أن تبدأ إجراءات لإعادة بناء نصب تذكاري وطني آخر. ھذالبناء ھي التكیة التي تتمیز أولا بشكلھا البوسنوي- الإسلامي النموذجي ثم بشھرتھا العالمیة. أول ما قام مجلس المشیخة الاسلامیة بمدینة موستار بعملھ في السنة ٢٠٠٣ ھو تقدیم تصمیم مبدئي لإعادة وترمیم المرافق المجاورة لمبني التكیة الحالیة. بدایة من السنة ٢٠٠٨ إلي سنة ٢٠١١ أجریت البحوث الأثریة. الرجل الذي أخذ علي عاتقھ مسؤلیة إعداد مشروع بناء المجمع بأكملھ ھو د. عامر باشتش. أثناء ھذا العمل الشاق استعان بتكنولوجیا الكمبیوتر مستخدما نتائج البحوث الأثریة, إضافة الي رسومات الجیودیسیة (رسومات لھیئة الارض) والصور الفوتغرافیة الأخري المتاحة لھ وقتئذ. المبني الرئیسي المكوَّن من ثلاثة طوابق الموجود في الطابق الأرضي یوفر الدخول الي الساحة الرئسیة للتكیة, وفي الوقت نفسھ یربط بین الغرف الأخري الموجودة في الجزء الخاص بالمسافرخانة.
ھندسة التكیة
تم الترمیم الثاني ذو أھمیة بالغة بالنسبة للتكیة حسب معلومات متاحة في السنة ١٨٥١. استغرق ھذالعمل حجما واسعا من التكیة و كان مطابقا كلیا لقضایا و وجھات النظر المعماریة الخاصة بذالك الوقت. إتخذ المبني حینئذ بعض الخصائص من الباروك التركي (الطراز المعماري) و أصبح یمثل من ھذا الوقت إلي الآن معلما من المعالم الأ ثریة النادرة في الوسنة و الھرسك علي ھذا النمط. الخصائص الباروكیة الموجودة الیوم علي مبني التكیة في بلاغي تتمثل في السطح الاھلیجي( البیضي) الموجود في الواجھة الأمامیة و تحتھ شید “تسلیم طاش” الخشبي, ثم ھناك یوجد “سماع خانة”المعروفة بسقفھا متعدد الألوان و بابھا الخاص, إلي غیر ذالك من العناصر الزخرفیة و التزیینیة. لكن , ھذه العناصرالباروكیة لیست من مبني الأصلي الذي یتمیز بالطراز التقلیدي, بل ھي عناصر منضمة فیما بعد.
أما بالنسبة للتصمیم الداخلي من التكیة فھو منظم وفقا لجمیع مبادئ الھندسة المقدسة حیث كل عنصر یتطلب تفسیرا و توضیحا إضافیا. علاوة علي ذالك, فإن كل جزئیة من جزئیات التكیة لھا رمزیتھا المحددة بالدقة. ویبدو أن الترمیمات السابقة و خصوصا الأخیرتین منھا تراجعت عن تقلید و متابعة ھذه الرمزیة الصوفیة.
الذكر
إذا كان الذكر بالقلب والجوارح معا فھو یأتي بمعني التذكر, أما إذا كان باللسان فقط فمعناه الذكر المجرد. یشیر الذكر كمصطلح دیني إلي تحمید و تسبیح لله عزوجل مع استخدام عبارات و كلمات مألوفة التي تتكرر حسب ترتیب طقوسي, وكل ذالك مصحوب بالتنفس الخاص و الحركات الجسدیة, سواء كان ھذا ذكر جھري أم خفي في النفس. ھذه العادة مستنبطة من سورة الأحزاب الآیة ٤١ والتي جاء فیھا (يا أيها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا) كما یستدل الصوفیة علي ھذا النوع من الذكر بحدیث الرسول ما نصه (ما اجتمع قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة, وتنزلت عليهم السكينة، وتغشتهم الرحمة, وذكرهم الله فيمن عنده)
یتكون ھذا الذكر من تكرار عبارات قصیرة مثل:
- لا إله الالله
- سبحان لله
- الحمد لله
- بسم لله
- الله
- الله أكبر
- أستغفرلله
ثم ذكر بعض أسماء لله الحسني إلي غیر ذالك. أما الأناشید الدینیة (الروحیة) فیمكن إلحاقھا و إدماجھا في الطقس الصوفي أیضا. یجب علي جمیع الدراویش حضور الإجتماع المحدَّد في الأسبوع وفقا للجدول الزمني الذي تملیھ الطریقة. علاوة علي ھذه العبارات الثابتة التي تتكرر دائما فعلیھم قراءة بعض قِطَعٍ (أجزاء)معینةٍ من القرآن الكریم
ما الإسلام و الطريقة و التكية؟
الإسلام ھو كلمة عربیة بمعني: الإنقیاد والخضوع والإمتثال لأمر الآمر. الاسلام ھو طریقة كاملة للحیاة و ھو مبني علي علاقة طوعیة بین الفرد وخالقه. وھو أسلوب حیاة وفقا لھدي لله التي أرسلھا إلي كل أمة عن طریق رسله. الإسلام یركزعلي توحید لله الذي لا إله الا ھو الذي خلق الكون كله و الكل یُحشرَ إلیه.
الطریقة في اللغة العربیة تأتي بمعني الطریق أو المسلك. أما بالنسبة الي الصوفیة فھم یعرّفونھا بمعنیَین. في القرن التاسع ھذه الكلمة كانت تشیر الي منھج علم النفس الأخلاقي الذي یھدف إلي إرشاد شخص عملیا في دائرة الشعور الروحانیة. أصبح الكلمة بعد ذالك ترمز الي نظام كامل من الطقوس والذي یساعد المجتمع الصوفي في نھوضه و سموه روحیا. یستعد مرید (عضو) الطریقة لحالة التركیز الروحي و یحاول مستعینا بھذه الطاقة الروحیة في خلوة و سكینة أن یحصل علي حال إدراك حقائق الأشیاء-المسمي بالبصیرة في القلب. الطریقة ھو أسلوب حیاة مبني علي مجموعة القواعد الخاصة علاوة علي القواعد التي یملیھا الإسلام.
الأماكن و المباني التي إجتمع فیھا مریدو الطریقة كانت تسمي بالتكایا. التعلیم الذي تطور في الطریقة سمیت بالتصوف. تأسس ھذالتعلیم علي عنصرین: أداء العبادات و الطقوس بمنتھي الصدق و الإخلاص مما یؤدي في النھایة الي تبصّر الحقیقة التي لا یمكن وصفھا بالحس. العنصر الثاني اشتُھرت في العالم ھو “علم القلوب” الذي یعطي للنفس حكمةً مبنیةً علي الخبرةِ و التجربة. یعتقد الصوفیة بأن ھذا العلم یدلَّھم علي لله و یسھل لھم الوصول إلیه. في التكیة ببلاغي حسب المعلومات الموثوقة سكن و نشط الطرق التالیة: بكتاشیة, خلوتیة, مولویة, قدریة و نقشبندیة.
الذكر الصوفي
قبل بدایة الحرب العالمیة الثانیة الإھتمام والعنایة بالتصوف كاد أن یزول. إن من كان یمارس ھذالنوع من الشعیرة الدینیة ھم فقط أفراد من الرجال و ھؤلاء قد حفظ التاریخ الحدیث أسماءھم. بعدما استعاد التكیة وظیفتھا فقد بدأ الاھتمام والإعتناء بالذكر یزداد كل عام أكثر فأكثر, وخصوصا بعد الحرب الأخیرة في البوسنة والھرسك. في الوقت الحاضر, یقوم الحلقتان(المجمعوتان) من الصوفیة ثلاث مرات في الاسبوع بأداء الذكر.
المولد الصوفي في بلاغي
بناء علي تراث الإبتھالات التي أقیمت في القرون الوسطي علي أیدي بوغومیل و كذالك علي أساس الأدعیة الأسلامیة فقد أنشئت في البوسنة الأماكن الخاصة للدعوات و التضرعات. كان الناس یجتمعون في فصل الربیع ویدعون لله أن یؤتیھم الحسنة في الدنیا وفي الآخرة. وعلي أساس ھذا التراث القدیم تم إنشاء المولد الصوفي السنوي بجوار منبع نھر بونا في التكیة بمدینة بلاغي. ھذا المكان المعروف بالدعاء یربط بین الاشیاء المختلفة. فھو یحیي العادة القدیمة المتمثلة في
الإجتماع و الإحتشاد عند منابع الإنھار والقمم الجبلیة وقبور بعض الشخصیات الخاصة…و ھویتمیز أیضا بمناظرالطبیعة الجمیلة وأخیرا یُعتَبُر واحدا من الأماكن التي شھدت الأحداث التاریخیة المھمة المتعلقة بھذه المنطقة من البوسنة و الھرسك. یمثل ھذا المكان- بسبب كل ذالك- لمسلمي البوسنة الصلةَ و الرابطةَ من أقوي الروابط بتاریخھم و بھؤلاء الأشخاص الذین لھم أثر كبیر في تاریخ ھذه المناطق. یعتبر ھذا المكان الذي یمثل وفقا للتقویم المشیخة الإسلامیة في البوسنة إجتماعا سنویا للمسلمین بعد “آیفاتوفیتسا” مكانا الأكثر أھمیة لمسلمي البوسنة والھرسك. الموعد المحدد لھذا المولد ھو السبت الثاني في كل شھر مایو.